التقمص
التقمص "ٌReincarnation"
تناسخ الأرواح أو التقمص هي فكرة دينية فلسفية قديمة بقيت معلقة بين التكذيب و التصديق حتى يومنا هذا.
يعتبر التقمص بشكل عام انتقال للروح بعد وفاة الشخص لشخص آخر و الهدف من ذلك تهذيب النفس البشرية و الارتقاء بها إلى المثالية (بحسب قول الديانات التي تؤمن بهذه الفكرة)...
التقمص قديماً:
بالنسبة للتقمص عند الهندوس فيقف بين مؤيد و معارض، فمن هم ضد الفكرة يرفضونها بشراسة مؤكدين أن الروح كيان مستقل يتبع لشخص واحد و بعد وفاته لن تنتقل مرة أخرى و إنما ينتهي بها المطاف للحساب الأخير، أما البوذية فهي من أنصار هذه الفكرة، بالنسبة للديانات الابراهيمية فهي ترفض هذه الفكرة تماماً باستثناء بعض المجموعات كالأطهار المسيحية و الموحدين الدروز، بالإضافة لديانات أخرى تؤمن بوجود التناسخ بين الحيوانات و النباتات و أي شيء آخر.
تجارب العلم حول التقمص:
اعتمدت الأبحاث العلمية على الذاكرة الاسترجاعية التي يتم استحضارها " بالتنويم المغناطيسي " و على الذاكرة العفوية الموجودة لدى الفرد في مراحل حياته الأولى.
الذاكرة الاسترجاعية:
يطلب من النائم أن يعود إلى مراحل زمنية قديمة جداً تسبق حياته الحالية، و غالباً ما يبدأ النائم باسترجاع حياته السابقة و تذكر بعض اللحظات العشوائية وصولاً إلى أدق التفاصيل كطريقة موته.
ربما تتسائلون ما الذي يجعل الذاكرة الاسترجاعية مصدر ثقة...
لقد اعتمد الأطباء النفسيين على هذه الطريقة في علاج حالات مستعصية و ذلك بالعودة بهم إلى الحياة السابقة و محاولة فهم الأسباب التي أدت إلى وصولهم إلى ما هم عليه الآن، بالإضافة لذلك فإن الشخص النائم يتمتم بكلمات غريبة أو لغات جديدة لم تمر معه في حياته الحالية أبداً كما أنه يروي أحداثاً بعيدة كل البعد عن واقعه، وهذا ما دفع العلماء إلى بداية التفكير الجدي بهذه الظاهرة.
في خمسينات القرن الماضي...تم الاعتراف بالتقمص من قبل الكثير من علماء النفس بعد إثبات واقعيتها في علاج الحالات النفسية ، هذا ما اعترف به الطبيب النفسي " جيرالد أدلستاين" بعد خضوع عدد كبير من مرضاه للعلاج بالذاكرة الاسترجاعية فبحسب قوله (لا أدري ماذا يحدث مع المريض حقاً، كل ما اعرفه أنه يتعافى و هذا هو الأهم، لكن بدأت الشكوك تراودني و تجبرني إلى التفكير جدياً ).
أما الطبيب "جيرالد نثرتون" المعروف بتعصبه العلماني الشديد و نبذه لهذه الخرافات ، فبعد تجربته لفكرة الذاكرة الاسترجاعية أصبح مقتنعاً تماماً بهذه الظاهرة.
هناك العديد من الحالات التي خضعت للعلاج بالذاكرة الاسترجاعية و أظهرت نتائجاً مذهلة و مطابقة للواقع الذي عايشه المريض سابقاً و سنذكر إحداها....
غويف مكدونالد هي إحدى السيدات التي تعافت بعد خضوعها للعلاج، عادت بذاكرتها إلى تفاصيل دقيقة حول حياتها و منزلها ، بعد تحري و مطابقة الاعترافات تبين صحتها، حيث تم أخذ السيدة للتجول في القرية و هي معصوبة العينين، و تمكنت من ذلك كما لو أنها تسكنه منذ وقتٍ طويل كما أنها تعرفت إلى موقع شلال كانت تقصده و عائلتها في نهاية كل أسبوع، وساعدت الفريق للوصول و التجول في القرية مستخدمة طرق مختصرة دون الحاجة للعودة إلى الخريطة.
الذاكرة العفوية:
وهي تذكر كل ما يخص الحياة السابقة بشكل تلقائي و عفوي دون أي تأثير أو استجواب ،هذا ما أثبتته قصة السيدة شانتي ديفي وذلك بعد مطابقة أقوالها مع أهالي المدينة التي عاشت بها في حياتها السابقة.
لم يكتفِ الدكتور و البروفيسور في علم النفس في جامعة فرجينيا الطبية "إيان ستيفنسون" عند هذا الحد، فقام بدراساته و أبحاثه على أكثر من أربعة ألاف طفل عاد فيها إلى ملفات الضحايا و الصور الملتقطة لهم و مطابقتها مع أقوال الأطفال،كما أنه فحص أجسامهم ليتفاجئ بوجود علامات فارقة أو ندب صغير في نفس المكان الذي قُتل فيه في حياته السابقة مفسراً ذلك بأنه مكان الرصاصة أو طعنة السكين التي تعرض لها، كالطفل " رافي شنكار" الذي تذكر كيف تم قطع رأسه و بعد الرجوع إلى ملف الضحية تبين صدق ما أدعاه بالإضافة لوجود علامة فارقة عند عنقه مطابقة لما ظهرت في الصور.
كما أنه وضع نفسه تحت الاختبار أيضاً ليتخلص من الشكوك و للتأكد من صدق اعترافات الأطفال، فحقن نفسه بعقار الهلوسة L.S.D الذي يمنحك صفاء تام و يجعلك تتذكر أمور من الصعب تذكرها و لكن ازداد الأمر سوءاً وزادت الشكوك و لم يتوصل إلى الحقيقة المطلقة.
كما أنه وضع نفسه تحت الاختبار أيضاً ليتخلص من الشكوك و للتأكد من صدق اعترافات الأطفال، فحقن نفسه بعقار الهلوسة L.S.D الذي يمنحك صفاء تام و يجعلك تتذكر أمور من الصعب تذكرها و لكن ازداد الأمر سوءاً وزادت الشكوك و لم يتوصل إلى الحقيقة المطلقة.
تعرضت أبحاث ستيفنسون للتكذيب و الرفض و الانتقاد الشديد من قبل رجال الدين المتعصبين و الرافضين لهذه الفكرة .
كما نرى مازالت القضية بين تصديق و تكذيب ، و الخلاف قائم بين الدين و العلم...
فهل نجد الجواب الشافي و الكافي لكل هذه الشكوك يوماً ما....
ليست هناك تعليقات