أحدث الموضوعات

أخبار الموقع

The nixon shock "صدمة نيكسون"


The Nixon shock

الأزمة الكبرى حصلت عندما طالب الرئيس الفرنسي تشارل ديغول عام 1971م 
بتحويل الدولارات الأمريكية الموجودة لدى البنك المركزي الفرنسي إلى ذهب (طالب 
بتحويل 191 مليون دولار إلى ما يقابلها من الذهب، وكان سعر الأونصة 35$)، عملًا
 باتفاقية "Bretton Woods " التي تسمح بذلك; أدّى هذا الأمر إلى عجز الولايات 
المتّحدة لاحقًا عن تحويل أي دولارات أمريكية إلى الذهب، مما دفع الرئيس الأمريكي 
ريتشارد نيكسون إلى إصدار بيان في عام 1973 يلغي فيه التزام الولايات المتّحدة 
بتحويل الدولارات الأمريكية إلى ذهب، عُرفت لاحقًا باسم Nixon Shock أو صدمة
 نيكسون.أصبح الذهب حرًا بعدها ولم يعد أحد يتحكّم فيه سوى العرض والطلب، 
وأصبحت جميع العملات بما فيها الدولار الأمريكي تقف على أرضٍ واحدة وأصبحت
 كلّها عملاتٍ إلزامية ورقية لا قيمة لها في الواقع سوى التزام الحكومات بها.
 انخفضت قيمة الدولار 40 ضعفًا من عام 1973 إلى الآن وارتفع سعر الذهب بشكلٍ 
جنوني، وأصبح سلعةً عادية مثله مثل الفضّة والبلاتين وغيرها.كانت صدمة حقيقية 
للدول على مستوى العالم، إنّها خدعة تمّ خداع العالم بأسره بها، فبعد أن كانت تعمل
 على مرّ السنوات لتكديس الدولار الأمريكي كاحتياطي للنقد الأجنبي لتستبدله بالذهب 
عندما تريد، أصبحت الآن غير قادرة على ذلك، والأسوء من كلّ ذلك هي أنّها كانت ما 
تزال مجبرة على التعامل بالدولار، لأنّها لا يمكنها التخلّي عنه بعد أن قامت بتكديس كلّ
 هذه الدولارات في الاحتياطي النقدي الأجنبي وإلّا ضاعت أدراج الرياح.
قد يتساءل أحدهم: ولماذا لا تقوم هذه الدول بفكّ الارتباط من الدولار وإلغاء التعامل به؟
 لأنّ الأسطول الأمريكي الذي يجوب العالم ليس موجودًا لحراسة فراغ، فالقوة 
العسكرية هي من تحمي القوة الاقتصادية ،وهكذا تحوّل الدولار إلى أضخم عملة نقدية 
احتياطية أجنبية على مستوى العالم، حيث صارت جميع الدول مرغمة على التعامل به
 بالإضافة إلى كونه العملة الرئيسية التي يتم تحديد باقي العملات بناءً عليها.. مما رسّخ 
الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم.
خدعةالدولار كانت اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods) عام 1944 التي
 جعلت الدولار هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم، حيث تعهدت الولايات 
المتحدة الأمريكية في الاتفاقيةأمام دول العالم بأنها ستمتلك غطاء من الذهب يوازي ما 
تطرحه من دولارات، وكانت الاتفاقية تنص على من يسلمها خمسة وثلاثين دولارا 
تسلمه تغطية الدولار من الذهب (أوقية)، وأصبح يسمى الدولار بعد ذلك عملة صعبة 
حيث اكتسب ثقة دولية لاطمئنان الدول لوجود تغطيته من الذهب، وجمعت الدول في 
خزائنها أكبر قدر من الدولارات على أمل تحوليه لقيمته من الذهب في أي وقت واستمر
 الوضع على هذا حتى خرج الرئيس نيكسون في السبيعينات على العالم فجأة في مشهد 
لا يُصدق حتى في أفلام الخيال العلمي ليصدم كل سكان الكرة الأرضية جميعا بأن 
الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب! ليكتشف العالم أن الولايات 
المتحدة كانت تطبع الدولارات بعيدا عن وجود غطائها الذهبي وأنها اشترت ثروات 
الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لا غطاء ذهبي لها! أي أن 
الدولارات ببساطة عبارة عن أوراق تطبعها المكاينات الأمريكية ثم تحدد أمريكا قيمة 
الورقة فقط بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي 10 أو 100 أو 500 دولار بحسب ما تريد
 بينما الحقيقة هي أن الثلاث ورقات هم نفس القيمة والخامة ونفس الوهم، فقط اختلف 
الرقم المطبوع!!!
 أعلن نيكسون حينها أن الدولار سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة وسعر
 صرفه يحدده العرض والطلب بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا وقوة اقتصادها! 
وكأن هذه القوة الاقتصادية ليست قوة مستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها 
العالم، لم تتمكن أي دولة من الاعتراض وإعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد لأن 
هذا كان سيعني حينها أن كل ما خزنته هذه الدول من مليارات دولارات في بنوكها 
سيصبح ورقا بلا قيمة وهي نتيجة أكثر كارثية مما أعلنه نيكسون! وسميت هذه الحادثة 
الكبيرة عالميا بصدمة نيكسون "Nixon shock" ويكفيك أن تكتب هذه الكلمة 
القصيرة (Nixon shock)  وقال نيكسون حينها كلمته الشهيرة  " يجب أن نلعب 
اللعبة كما صنعناها ويجب أن يعلبوها كما وضعناها"

ليست هناك تعليقات

مقالات رياضة