السوبرنوفا

السوبرنوفا "Supernova"

النجوم بحد ذاتها تنتج داخل السحب السديمية والمعروفة باسم الغبار الكوني المكون من الهيدروجين بشكل أساسي بالإضافة إلى  الهيليوم والكربون والليثيوم داخل السحب السديمية، تبدأ أضعف قوة من القوى الرئيسية وهي قوة الجاذبية؛ بتجميع الغبار الكوني وتكتيله طبقة فوق أخرى في حيز كروي أكبر.. وتبدأ السحابة الجديدة في الدوران حول ذاتها ويدخل النجم في شرنقته ويبقى على هذا الحال آلاف السنين كما لو أنه جنين إنساني.

قوة الجاذبية هي أضعف قوة أساسية في الكون وهذا يقودنا لتجربة فكرة غريبة أثناء تجمع السحابة النجمية حول ذاتها بفعل الجاذبية حيث تتعرض لمجموعة من العوائق التي تقف في طريق تشكيل النجم كتأثير الغازات المضطربة ومجالات الجاذبية الكهرومغناطيسية ودوران سحابة النجم نفسه، أي أننا لولا معرفة وجود النجوم مسبقاً لما كنا قادرين على معرفة أن النجوم تتشكل بهذه الطريقة.. ولهذا وضع العلماء أحد أهم الأسرار في الحسبان "الوقت" حيث أنه بعد ملاحظة السحابة النجمية تم الكشف عن انخفاض في درجة الحرارة حتى الصفر ثم إلى ما دون الصفر وما يقارب 273 درجة مئوية أو ما يسمى الصفر المطلق.

وعلى الرغم من مقاومة الغاز الحراري للانضغاط والانهيار إلا أن الغاز الحار مع مرور الوقت يصبح بارداً وعندها طاقة الجاذبية يصبح بإمكانها التغلب على جميع المعوقات (وهذا يتم خلال ملايين السنين) وبسبب الضغط والاصطدام في قلب نواة النجم حديث الولادة فإن الحرارة ترتفع لدرجة أن ذرات الهيدروجين المتصادمة ببعضها البعض لن ترتد بل على العكس ستندمج مكونة الهيليوم وهنا بالتحديد تبدأ النجوم بالسطوع (وكل ما سبق ينطبق على الشمس).

إن النجوم الساطعة في الفضاء يمكن تشبييهها بمفاعل نووي مغلق وهذا يستغرق ملايين السنين كما ذكرنا ليكون النجم نجماً.

عندما ننظر للنجم في هذه الحالة يبدو وكأنه كرة قدم ملتهبة عليه ضغط داخلي متساوي وبجميع الاتجاهات علما أنه مستقر ومتوازن بفضل طبيعة المادة الأصلية والضغوط الداخلية.

مثلاً الشمس...

الشمس يوجد فيها ضغط وذلك لأن الذرات داخلها تتحرك وتندمج وهذه القوة تحاول القضاء على وجود الشمس ولكن هنالك حتماً شيء سيمنع هذا ألا وهي قوة الجاذبية ولكن الجاذبية كما نعلم تسعى لتصغير حجم النجم (الشمس) وهنا يظهر عمل الاندماج النووي الذي يحافظ على التوازن ويجعل حياة النجم طويلة.

العلماء يقدرون عمر الشمس ب 4.6 مليار سنة... ويتوقعون بقاء الشمس أيضاً ل 4 مليار سنة أخرى... علماً أنه ليست جميع النجوم تصل لمثل هذه الأعمار...

مثلاً لو أن النجم بدأ حياته بحجم كبير فإن هذا سيقلل بحياته لدرجة أن تصل حياة النجم ل 100 مليون سنة فقط، هذا الوقت طويل جداً ولكنه مقارنةً مع باقي النجوم فإن هذه المدة صغيرة.

آلية تشكل النجوم:

لم يعرف حتى يومنا هذا الآلية المفهومة لتشكل النجوم ولكننا نستطيع القول أن ما يُبقي على حياة النجم عموماً هي الطاقة المتولدة بالاندماج النووي ومن دون هذه الطاقة فإن مآل النجم هو الانهيار على ذاته بسبب وزنه وثقله الهائلين.

وهنا ندرك أن الطاقة الموجودة في النجوم ليست لا نهائية لذلك أي نجم إلى زوال.

النجم يعيش ملايين السنين يبقى خلالها يحول الهيدروجين إلى هيليوم ثم الهيليوم إلى كربون والكربون إلى أوكسجين ثم الأوكسجين ل نيون وثم النيون لحديد وهنا بالتحديد تبدأ النهاية حيث أن اندماج الحديد بالنجم لن يمده بالطاقة بل على العكس سيبدأ بامتصاص الطاقة من النجم وهنا يصطبغ لون النجم بالأحمر ويبدأ خلافه بالتمدد ويزداد حجمه أكثر فأكثر... (مع العلم أن أي نجم لونه أحمر هو على أهبة الانفجار) وهنا تصبح درجة النجم الداخلية هائلة ويحدث انفجار هائل يدعى" السوبرنوفا "... ويمكن رؤية هذا الانفجار الذي يُظهر تعدد بالألوان المتناثرة بسرعة هيستيرية إضافة لطرحه الكثير من الإشعاعات.